رَحْمَة الله عنْد متأخري المعتزلة
مفهومُها وأسسها وبعض أبعادها الحديثة
DOI:
https://doi.org/10.17879/mjiphs-2023-5015الكلمات المفتاحية:
رحمة الله، معتزلة، علم الكلام، محمد عبدهالملخص
الرحمة بما هي مصطلح كلامي، وعند إضافتها إلى الله: «رحمة الله»، لا تنفك عن حيثياتٍ كلامية عميقة، بعضها مؤطّر بالرؤى الطبيعية والوجودية التي رسمها المتكلمون ووضعوا أسسها ضمن نسقٍ عقليّ موحد. تحاول هذه الورقة معالجة مقولة «رحمة الله» من حيث كونها مصطلحا كلاميًّا لا يُلتفت إليه عادة، وذلك من جهة تاريخية وتحليلية تنتقي مذهب متأخري المعتزلة من البصريين نموذجًا لما يمكن أن يُقدم من بناء لطبيعة هذا المفهوم داخل مذاهب المتكلمين المختلفة. ولئن كان هذا المصطلح يحيل بداية على نقاش هامشي، فإنه لا ينفك عن شبكة متواشجة من المصطلحات المنتظمة في مسائل أساسية وكبرى داخل تقاليد متأخري المعتزلة على الأقل. وعقب هذَا الرسم التاريخي الانتقائي ستسائل المقالة مدى تمثل بعض الإصلاحين المحدثين، في شخص محمد عبده (ت. 1905م) المنسوب بصورة ما إلى المعتزلة، هذا المفهومَ الذي بدا غير واضح تمامًا في متنه الكلامي المعروف رسالة التوحيد، لكنّه، مقابل هذا، كان موجهًا توجيها ذا دلالات ومعانٍ تجعل الأديان عمومًا، والإسلام خصوصًا، رحمة إلهية مهداة من الله.