من مبدأ الإيمان الفردي في كل وقت
حول سؤال النقد الدينيّ للذات في الإسلام
DOI:
https://doi.org/10.17879/mjiphs-2022-3883الكلمات المفتاحية:
دين الوحي، فرقان، تنوير، عقلانية، المكان الثالثالملخص
بالرغم من أنّ المعنى الثقافي والرّوحي للإسلام يعيش أزمة عميقة، فلا يمكن الحديث، وفقاً للمؤلف، عن جمود الرّوح الإسلامية. فالإمكانيات الداخلية للإسلام، المتمثّلة في الارتباط الوثيق بالعقل والتحفيز على النقد الدّيني العقلاني للذات، لا يمكن فهمها إلّا في سياق ثقافة التنوير، مع الأخذ بالحُسبان أنّ الحديث هنا ليس عن تنوير معين أو حقبة تنويرية بصبغة مسيحية، بل عن ثقافة التنوير. إنّ الوحي، القائم عليه الإسلام بوصفه دين وحي Offenbarungsreligion، يتمّ تعريفه في القرآن الكريم على أنّه فرقان أو فراقين منطقية وأخلاقية، بل وحتى جمالية. من هنا يُدرك الإسلام كطريق السعادة، الذي يؤدي بالإنسان إلى التنوير أو التنويرات المتعددة والمتعلقة بذاته وعالمه ومغزى وجوده ومصيره. لكنّ مضامين الوحي ليست أشياءً معطاة وواضحة، بل إنّ الوحي بصفته الفرقانية يعدّ من هذه الناحية وظيفةً وتكليفًا للمؤمنين، الذين هم وحدهم من يرسمون ملامح الدّين من خلال تفسيراتهم له، والقائمة بشكل رئيسيّ على مبدأ التقييم العقلاني للتأكد من معقوليتها وديمومة قابليتها للنقد؛ إذ لا وجود لمرجعية دينيّة عليا في الإسلام (السنيّ). تحصيل الإيمان في دين الإسلام لا يعني سوى المعالجة الداخلية للدّين نفسه، التي تتمّ في مكان ثالث، يتمّ فيه تحديد الفهم الدّيني على أنّه سعيٌ دائمٌ وراء المعرفة وعجز عن إدراك الحقيقة المطلقة، وأنّ الإيمان الحقيقي مُتمثّل في رجاء الإنسان اللّامنقطع في تحصيل الهداية، فيرتقي التّدين بذلك ليكون سبباً للتواضع المعرفي والانفتاح على الآخر [المُترجم: علي حمدان].